قوله:{وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا وكلا فضلنا على العلمين} يعني وكذلك هدينا من ذرية نوح أو إبراهيم ،على الخلاف في ذلك ،كلا من إسماعيل وهو ابن إبراهيم وأكبر ولده .وكذلك اليسع ،وقرئ بلام واحدة مخففة ،وقرئ بلامين بالتشديد"والليسع "والصواب القراءة بلام واحدة مخففة للإجماع على ذلك وهو اسم أعجمي .وكذلك يونس ،وهو ابن متى بالتشديد .ثم لوط ،وهو ابن أخي إبراهيم في الراجح من الأقوال .وهؤلاء كلهم من ذرية نوح قد فضلهم الله بالنبوة على العالمين في زمانهم .
وهذا يدل على أن النبيين أفضل من الملائكة .لأن العالم اسم لكل موجود سوى الله .فيدخل في لفظ العالم الملائكة .فقوله:{وكلا فضلنا على العلمين} والملائكة من جملة العالمين .فهذا يقتضي كون الأنبياء أفضل من الملائكة .