قوله:{إنما أموالكم وأولادكم فتنة} يعني ما أموالكم وأولادكم إلا بلاء عليكم ومنحة ،في الدنيا إذ يحملونكم على فعل الإثم ،والتفريط في حق الله وطاعته فالأموال تجنح بها القلوب نحو الدنيا وزينتها للاستزادة والاستكثار .أما الأولاد فإنهم يرققون القلوب أيما ترقيق ليعطفوها عن الاستقامة والعدل .فما تلبث هاتيك القلوب أن تجنح للحيف أو التفريط في حق الله .وفي ذلك روى الترمذي عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب .فجاء الحسن والحسين ( عليهما السلام ) وعليهما قميصان أحمران ،يمشيان ويعثران ،فنزل النبي صلى الله عليه وسلم فحملهما ووضعهما بين يديه ثم قال:"صدق الله عز وجل{إنما أموالكم وأولادكم فتنة} .نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما "ثم أخذ في خطبته .
قوله:{والله عنده أجر عظيم} المراد بالأجر العظيم الجنة .فإن الله يؤتيها المؤمنين من عباده الذي آثروا طاعة ربهم على الجنوح للمعصية والافتتان بالأموال والأولاد .