قوله:{ذلك بأنه كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فقالوا أبشر يهدوننا} الإشارة عائدة إلى ما ذكر من العذاب في الدنيا والآخرة .فذلك من أجل أنه كانت تأتيهم رسلهم بالدلائل الظاهرة والمعجزات الباهرة{فقالوا أبشر يهدوننا} قالوا لرسلهم مكذبين معرضين: أبشر مثلنا ،أو من جنسنا يهدوننا .قالوا ذلك مستنكرين أن يبعث الله إليهم رسلا من جنسهم من البشر{فكفروا وتولّوا} أي جحدوا رسالة ربهم وتولوا معرضين مدبرين عن دين الله{واستغنى الله} والله غني عن هؤلاء وعن إيمانهم .فإنه ليس لله حاجة بهم{والله غني حميد} الله مستغن عن العالمين وعن عبادتهم وطاعتهم وهو سبحانه محمود من خلقه بعظيم أياديه وآلائه وكريم صنعه وفعاله{[4551]} .