قوله:{قال يا قوم ليس بي سفاهة ولاكني رسول من رب العالمين} هذا رد من داود للسفاهة عن نفسه في خطاب رفيق لقومه .خطاب تبدوا فيه نداوة الإشفاق على قومه والتجنب لهم ؛استمالة لقلوبهم الفظة .وذلك في قوله:{يا قوم} فهم أهله وعشيرته وقومه وهو من جنسهم يسوؤه ما يصيبهم من عنت .
وقد نفي هود عن نفسه أيما سفاهة ؛فإنه ما ضل ولا مال عن الحق والصواب .ولكنه مرسل من ربه جاء يبلغ الناس رسالة ربهم ففيها الهداية لهم والترشيد ،وفيها ما يصلح عليه حالهم في الحياة وفي المعاد وهو قوله:{أبلغكم رسالات رب وأنا لكم ناصح أمين}