قوله تعالى:{يبصّرونهم يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه 11 وصاحبته وأخيه 12 وفصيلته التي تؤويه 13 ومن في الأرض جميعا ثم ينجيه 14 كلا إنها لظى 15 نزّاعة للشّوى 16 تدعوا من أدبر وتولى 17 وجمع فأوعى} .
اختلفوا في الذين عناهم الله بالهاء والميم في وقوله:{يبصّرونهم} .فقيل: يبصّر الأقرباء أقرباءهم ،ويعرّف كل إنسان قريبه .وذلك هو تبصير الله إياهم .وقيل: يعرّف بعضهم بعضا فيتعارفون بينهم ثم يفر بعضهم من بعض .وقيل: الضمير المرفوع يعود على المؤمنين .والهاء والميم تعود على الكافرين .أي يبصّر المؤمنون الكافرين يوم القيامة .إذ ينظرون إليهم في النار{[4628]} .
قوله:{يودّ المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه} يعني يتمنى الكافر يوم القيامة عند اشتداد الهول وفرط الفزع والذعر ،أن يفتدي من تعذيب الله له ببنيه وهم من النسل والذرية .وهؤلاء أحب الخلق إلى قلب الإنسان .