قوله:{ومن في الأرض جميعا} يعني يود هذا الكافر الخاسر المستيئس أن يفتدي بالناس جميعا ،ليكونوا في موضعه من العذاب{ثم ينجيه} أي ثم يخلصه هذا الافتداء فينجو من عذاب النار .وعلى هذا فإن الكافر الخاسر ،من عظيم ما ينزل به من العذاب يفتدي نفسه لو استطاع إلى ذلك سبيلا – بأحب الناس ممن كانوا في الدنيا ،وأقربهم إليه نسبا ومودة وهم الابن والزوجة والأخ ،والأهل والعشيرة .وأنّى لهذا الخاسر ما تمنى والناس حينئذ قد افترقوا ،فإما إلى الجنة وإما إلى النار .وإنما يجزى كل إنسان بما عمل .فلا يغنيه التمني والرجاء ،ولا تنفعه علائق النسب والصهرية والمودة والقربى التي كانت في الدنيا .