{ ومن في الأرض جميعاً} عطف على{ بنِيه} ،أي ويفتدي بمن في الأرض ،أي ومن له في الأرض مما يعزّ عليه من أخلاء وقرابة ونفائس الأموال مما شأن الناس الشح ببذله والرغبة في استبقائه على نحو قوله تعالى:{ فلن يقبل من أحدهم مِلْءُ الأرض ذهباً ولو افتدى به}[ آل عمران: 91] .
و{ مَن} الموصولة لتغليب العاقل على غيره لأن منهم الأخلاء .
و{ ثم} في قوله:{ ثم ينجيه} للتراخي الرتبي ،أي يودّ بذل ذلك وأن ينجيه الفداء من العذاب ،فالإِنجاء من العذاب هو الأهم عند المجرم في ودادته والضمير البارز في قوله:{ ينجيه} عائد إلى الافتداء المفهوم من{ يفتدي} على نحو قوله تعالى:{ اعدلوا هو أقرب للتقوى}[ المائدة: 8] .
والمعطوف ب{ ثم} هو المسبب عن الودادة فلذلك كان الظاهر أن يعطف بالفاء وهو الأكثر في مثله كقوله تعالى:{ ودُّوا لو تكفرون كما كفروا فتكُونون سواء}[ النساء: 89] وقوله:{ ودُّوا لو تدهن فيدهنون}[ القلم: 9] ،فعدل عن عطفه بالفاء هنا إلى عطفه ب{ ثم} للدلالة على شدة اهتمام المجرم بالنجاة بأية وسيلة .
ومتعلق{ ينجيه} محذوف يدل عليه قوله:{ من عذاب يومئذٍ .