قوله:{وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن} يعوذون أي يلجأون ،من العوذ والمعاذ والتعوّذ وهو الالتجاء{[4651]} فقد كان الرجل من الإنس إذا أمسى بقفر قال: أعوذ بسيد هذا الوادي من شر سفهاء قومه{فزادوهم رهقا} والرهق ،معناه ،السفه والخفّة وركوب الشر وغشيان المحارم .ومنه الإرهاق وهو حمل الإنسان على ما لا يطيقه{[4652]} والمعنى: أن الإنس زادوا الجن باستعاذتهم بهم طغيانا وكبرا وسفها فازدادت الجن على الإنس بذلك جراءة .وقيل: إن الجن زادوا الإنس غيّا وإثما ،إذ أضلوهم حتى استعاذوا بهم .