/م1
ثمّ ذكروا إحدى الانحرافات للجن والإنس وقالوا: ( وأنّه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً ) .
«رهق » على وزن ( شفق ) ويعني غشيان الشيء بالقهر والغلبة ،وفُسّر بالضلال والذنب والطغيان والخوف الذي يسيطر على روح الإنسان وقلبه ويغشيه ،وقيل إنّ هذه الآية تشير إلى إحدى الخرافات المتداولة في الجاهلية ،وهي أنّ الرجل من العرب كان إذا نزل الوادي في سفره ليلاً قال: أعوذ بعزيز هذا الوادي من شرّ سفهاء قومه{[5493]} .
وبما أنّ الخرافات كانت منشأ لازدياد الانحطاط الفكري والخوف والضلال فقد جاء ذكر هذه الجملة في آخر الآية وهي: ( فزادوهم رهقاً ) .
وذكر في الآية ( رجال من الجن ) ممّا يستفاد منه أنّ فيهم إناثا وذكوراً{[5494]} ،على كل حال فإنّ للآية مفهوماً واسعاً ،يشمل جميع أنواع الالتجاء إلى الجنّ ،والخرافة المذكورة هي مصداق من مصاديقها ،وكان في أوساط العرب كهنة كثيرون يعتقدون أنّ الجن باستطاعتهم حلّ الكثير من المشاكل وإخبارهم بالمستقبل .