قوله:{ويطوف عليهم ولدان مخلدون} يبين في ذلك أن الخدم الذين يطوفون على المؤمنين في الجنة صغار الأسنان فهم{ولدان مخلدون} أي شباب غضاض ،باقون على حال واحدة من النضرة والحسن ،فهم لا يهرمون ولا يشيبون ولا يكبرون وإنما هم مستديمون على حالهم من الغضاضة وحسن الصّباحة .والولدان أجدر أن يكونوا خادمين للأبرار في الجنة .فهم في ذلك أنفع وأطوع وأسرع من كبار السن الذين لا يمضون أو يسعون في الغالب إلا في تثاقل .
قوله:{إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا} يعني إذا نظرت إليهم في الجنة ظننتهم ،في حسن صورهم وجمال هيئاتهم وكثرتهم أنهم لؤلؤ مبثوث مفرق في مجالس الجنة ومواضعها .وقد شبههم باللؤلؤ لبياضهم ونقائهم وصفاء ألوانهم وحسن صباحتهم والولد الوضيء الصبيح في جمال فطرته وبراءة طبعه وصباحة وجهه وطلعته لا جرم يثير في نفس الناظر فيضا من الرحمة والرّقة والبهجة والتحنان .