قوله تعالى:{أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها 27 رفع سمكها فسوّاها 28 وأغطش ليلها وأخرج ضحاها 29 والأرض بعد ذلك دحاها 30 أخرج منها ماءها ومرعاها 31 والجبال أرساها 32 متاعا لكم ولأنعامكم} .
هذه جملة من الحجج يخاطب الله فيها عقول المنكرين الذين يكذبون بيوم القيامة ليبين لهم فيها أنه قادر على إحيائهم وبعثهم من القبور للحساب .فليس ذلك على الله بعزيز .فقال سبحانه:{أأنتم أشد خلقا أم السماء} الاستفهام للإنكار ،إذ يخاطب الله المشركين المكذبين بيوم الدين موبخا مقرّعا: أخلقكم بعد الموت للحساب أعظم أم خلق السماء الهائلة الرفيعة البديعة أعظم .أوأأنتم أصعب خلقا وإنشاء أم السماء أصعب .فالله خالق هذه وهي أكبر وأجلّ- لقادر على خلقكم كرّة أخرى يوم البعث .وذلك كقوله:{لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس} .
ثم شرع في وصف السماء فقال:{بناها} أي جعلها فوقكم مبنية رصينة رفيعة .