قوله:{ثم كان من الذين آمنوا} مع ما ذكر من صفات طيبة فإن مؤمن بقلبه ،يبتغي بعمله وجه الله .فإنه ما من عمل لا يبتغي به صاحبه وجه ربه إلا ليس له فيه من حسن الجزاء نصيب .
قوله:{وتواصوا بالصبر} يعني كان من المؤمن الذين يوصي بعضهم بعضا بالصبر على الطاعات وعلى احتمال الأذى والمكاره .
قوله:{وتواصوا بالمرحمة} أي يوصي بعضهم بعضا بالتراحم بينهم وبالرحمة بالعباد .لا جرم أن المسلمين رحماء بينهم .وهم كذلك رحماء بالعباد يدعونهم إلى الحق بالحكمة والرفق واللين وبالحجة الساطعة والبرهان الأتم .بل إن المسلمين رحماء بالخليقة كلها سواء منها الآدميون أو الدواب والبهائم .فإن المسلم حافل قلبه بمثل هاتيك الخلائق فلا يؤذيها أو يقسو عليها .وفي الحديث:"الراحمون يرحمهم الله .ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ".