قوله:{الذي علّم بالقلم} وذلك دليل على كمال كرمه سبحانه ،إذ علّم الإنسان الكتابة بالقلم ،وعلمه ما لم يكن يعلم .وفي ذلك ما يشير إلى أهمية الكتابة وفضلها العظيم لما في ذلك من عظيم المنافع الدنيوية والأخروية .فإنه ما دوّنت العلوم ،ولا سطّرت الحكم ،ولا حفظت أخبار الأولين ولا ضبطت كتب الله المنزلة إلا بالكتابة .وهي لولاها لما استقامت أمور الدين والدنيا .وذلكم دليل ظاهر على بالغ حكمة الله سبحانه ،إذ علم الإنسان الكتابة بالقلم .
والكتابة في كيفية تحققها وضبطها بالقلم تتضافر جملة من مركبات الذهن والأعصاب والإرادة والبصر لتأتي الأفكار والأخبار والعلوم والمقاصد مدونة ومضبوطة ومتسقة .وهذه القدرة لا تتسنى لغير الإنسان الذي علمه الله الكتابة بالقلم وعلمه ما لم يكن يعلم{[4834]} .