شرح الكلمات:
{آلر}: هذا أحد الحروف المقطعة: يكتب آلر ويقرأ ألف ،لام ،را .
{أحكمت}: أي نظمت نظماً متقناً ورصفت ترصيفاً لا خلل فيه .
{فصلت}: أي ببيان الأحكام ،والقصص والمواعظ ،وأنواع الهدايات .
{من لدن}: أي من عند حكيم خبير وهو الله جل جلاله .
المعنى:
قوله تعالى{آلر} هذا الحرف مما هو متشابه ويحسن تفويض معناه إلى الله فيقال: الله أعلم بمراده بذلك .إن أفاد فائدتين الأولى: أن القرآن الكريم الذي تحداهم الله بالإِتيان بمثله أو بسورة من مصله قد تألف من مثل هذه الحروف: آلم ،آلر ،طه ،طس حم ،ق ،ن ،فألفوا مثله فإن عجزتم فاعلموا أنه كتاب الله ووحيه وأن محمداً عبده ورسوله فآمنوا به ،والثانية أنهم لما كانوا لا يريدون سماع القرآن بل أمروا باللغو عند قراءته ،ومنعوا الاستعلان به جاءت هذه الحروف على خلاف ما ألفوه في لغتهم واعتادوه في لهجاتهم العربية فاضطرتهم إلى سماعه فإذا سمعوا تأثروا به وآمنوا ولنعم الفائدة أفادتها هذه الحروف المقطعة .
وقوله تعالى{كتاب أحكمت آياته} أي المؤلف من هذه الحروف كتاب عظيم أحكمت آياته أي رصفت ترصيفاً ونظمت تنظيماً متقناً لا خلل فيها ولا في تركيبها ولا معانيها ،وقوله:{ثم فصلت} أي بين ما تحمله من أحكام وشرائع ،ومواعظ وعقائد وآداب وأخلاق بما لا نظير له في أي كتاب سبق ،وقوله:{من لدن حكيم خبير} أي تولى تفصيلها حكيم خبير ،حكيم في تدبيره وتصرفه ،حكيم في شرعه وتربيته وحكمه وقضائه ،خبير بأحوال عباده وشؤون خلقه ،فلا يكون كتابه ولا أحكامه ولا تفصيله إلا المثل الأعلى في كل ذلك .
الهداية
من الهداية:
- مظهر من مظاهر إعجاز القرآن وهو أنه مؤلف من الحروف المقطعة ولم تستطع العرب الإِتيان بسورة مثله .