شرح الكلمات:
{وضرب الله مثلاً} ،أي: هو رجلين الخ ..
{أبكم} ،أي: ولد اخرس وأصم لا يسمع .
{لا يقدر على شيء} ،أي: لا يَفهَمْ ولا يُفهِمْ غيره .
المعنى:
/د75
وقوله:{وضرب الله مثلاً رجلين} ،هو المثال الثاني في هذا السياق ،وقد حوته الآية الثانية ( 76 ) فقال تعالى فيه:{وضرب الله مثلاً} ،هو{رجلين أحدهما أبكم} ،ولفظ الأبكم قد يدل على الصم ،فالغالب أن الأبكم لا يسمع .{لا يقدر على شيء} ،فلا يفهم غيره ؛لأنه من أقربائه يقومون بإعاشته ورعايته ؛لعجزه وضعفه وعدم قدرته على شيء .وقوله:{أينما يوجهه لا يأت بخير} ،أي: أينما يوجهه مولاه وابن عمه ليأتي بشيء: لا يأتي بخير ،وقد يأتي بشر ،أما النفع والخير فلا يحصل منه شيء .
وهذا مثل الأصنام التي تعبد من دون الله ؛إذ هي لا تسمع ولا تبصر فلا تفهم ما يقال لها ،ولا تفهم عابديها شيئاً ،وهي محتاجة إليهم في صنعها ووضعها وحملها وحمايتها .وقوله تعالى:{هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراطٍ مستقيم} ،وهو الله تعالى يأمر بالعدل ،أي: التوحيد والاستقامة في كل شيء .وهو قائم على كل شيء ،وهو على صراط مستقيم يدعو الناس إلى سلوكه لينجوا ويسعدوا في الدارين ،فالجواب ،لا يستويان بحال ،فكيف يرضى المشركون بعبادة وولاية الأبكم الذي لا يقدر على شيء ،ويتركون عبادة السميع البصير ،القوي القدير ،الذي يدعوهم إلى كمالهم وسعادتهم في كلتا حياتهم ،أمر يحمل على العجب ،ولكن لا عجب مع أقدار الله وتدابير الحكيم العليم .
الهداية:
- بيان مثل المؤمن في كماله والكافر في نقصانه .
- بيان مثل الأصنام في جمودها وتعب عبدتها عليها في الحماية ،وعدم انتفاعهم بها .ومثل الرب تبارك وتعالى في عدله ،ودعوته إلى الإسلام وقيامه على ذلك مع استجابة دعاء أوليائه ،ورعايتهم ،وعلمه بهم ،وسمعه لدعائهم ،ونصرتهم في حياتهم ،وإكرامهم ،والإنعام عليهم في كلتا حياتهم .ولله المثل الأعلى وهو العزيز الحكيم .