شرح الكلمات:
{ولا تزر وازرة وزر أخرى}: أي لا تحمل نفس آثمة إثم نفس أخرى .
المعنى:
وقوله تعالى:{من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه} ،أي بعد هذا الإعلام والبيان ينبغي أن يعلم أن من اهتدى اليوم فآمن بالله ورسوله ،ولقاء الله ،ووعده ووعيده وعمل صالحاً وتخلى عن الشرك والمعاصي فإنما عائد ذلك له ،هو الذي ينجو من العذاب ،ويسعد في دار السعادة ،وان من ضل طريق الهدى فكذب ولم يؤمن ،وأشرك ولم يوحد ،وعصى ولم يطع فإن ذلك الضلال عائد عليه ،هو الذي يشقى به ويعذب في جهنم دار العذاب والشقاء .وقوله{ولا تزر وازرة وزر أخرى} الوزر الإثم والذنب والوازرة الحاملة له لتؤخذ به ومعنى الكلام ولا تحمل يوم القيامة نفس آثمة إثم نفس أخرى ،بل كل نفس تتحمل مسئوليتها بنفسها ،والكلام تقرير لقوله:{من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها} .وقوله تعالى:{وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا} أي لم يكن من شأن الله تعالى وهو العدل الرحيم أن يهلك أمة بعذاب إبادة واستئصال قبل أن يبعث فيها رسولاً يعرفها بربها وبمحابه ومساخطه ،ويأمرها بفعل المحاب وترك المساخط التي هي الشرك والمعاصي .
الهداية:
- بيان سنة الله تعالى في إهلاك الأمم غير أنها لا تهلك إلا بعد الإنذار والاعتذار إليها .