شرح الكلمات:
{يدعون}: أي ينادونهم طالبين منهم أو متوسلين بهم .
{يبتغون إلى ربهم الوسلية}: أي يطلبون القرب منه باالطاعات وأنواع القربات .
{كان محذوراً}: أي يحذره المؤمنون ويحترسون منه بترك معاصي الله تعالى .
المعنى:
وقوله تعالى:{أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته}{ويخافون عذابه} .يخبرهم تعالى بأن أولئك الذين يعبدونهم من الجن أو الملائكة أو الأنبياء أو الصالحين هم أنفسهم يدعون ربهم ويتوسلون للحصول على رضاه .بشتى أنواع الطاعات والقربات فالذي يَعْبُدُ لا يُعْبَد ،والذي يتقرب إلى الله بالطاعات لا يتقرب إليه وإنما يتقرب إلى من هو يتقرب إليه ليحظى بالمنزلة عنده ،وقوله{يرجون رحمته ويخافون عذابه} ،أي أن أولئك الذين يدعوهم الجهال من الناس ويطلبون منهم قضاء حاجاتهم هم أنفسهم يطلبون الله ويرجون رحمته ويخافون عذابه .لأن عذابه تعالى كان وما زال يحذره العقلاء ،لأنه شديد لا يطاق .فكيف يُدعى ويُرجى ويُخاف من هو يَدعو ويَرجو ويَخاف لو كان المشركون يعقلون .
الهداية:
- بيان حقيقة عقلية وهي أن الأولياء والاستغاثة بهم والتوسل إليهم بالذبح والنذر هو أمر باطل ومضحك في نفس الوقت ،إذ الأولياء كانوا قبل موتهم يطلبون الوسيلة إلى ربهم بأنواع الطاعات والقربات ومن كان يَعْبُدْ لا يُعْبَدْ .ومن كان يقترب إليه ،ومن كان يتوسل لا يتوسل إليه بل يعبد الذي كان يعبد ويتوسل إلى الذي كان يتوسل إليه ويتقرب إلى الذي كان يتقرب إليه ،وهو الله سبحانه وتعالى .