شرح الكلمات:
{لا إكراه في الدين}: لا يكره المرء على الدخول في الدين ،وإنما يعتنقه بإرادته واختياره .
{الرشد}: الهدى الموصل إلى الإِسعاد والإِكمال .
{الغي}: الضلال المفضي بالعبد إلى الشقاء والخسران .
{الطاغوت}: كل ما صرف عن عبادة الله تعالى من إنسان أو شيطان أو غيرهما .
{العروة الوثقى}: لا إله إلا الله محمد رسول الله .
{لا انفصام لها}: لا تنفك ولا تنحل بحال من الأحوال .
المعنى:
يخبر الله تعالى بعد ذكر صفات جلاله وكماله في آية الكرسي أنه لا إكراه في دينه ،وذلك حين أراد بعض الأنصار إكراه من تهوّد أو تنصّر من أولادهم على الدخول في دين الإسلام ،ولذا فإن أهل الكتابين ومن شابهما تؤخذ منهم الجزية ويقرون على دينهم فلا يخرجون منه إلا باختيارهم وإرادتهم الحرة ،أما الوثنيّون والذين لا دين لهم سوى الشرك والكفر فيقاتلون حتى يدخلوا في الإسلام إنقاذا لهم من الجهل والكفر وما لازمهم من الضلال والشقاء .
ثم أخبر تعالى أنه بإنزال كتابه وبعثه رسوله ونصر أوليائه قد تبين الهدى من الضلال والحق من الباطل ،وعليه فمن يكفر بالطاغوت وهو الشيطان الذين زين عبادة الأصنام ويؤمن بالله فيشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله فقد استمسك من الدين بأمتن عروة وأوثقها ،ومن يضرّ على الكفر بالله والإيمان بالطاغوت فقد تمسك بأوهى من خيط العنكبوت ،والله سميع لأقوال عباده عليم بنياتهم وخفيات أعمالهم وسيجزي كلاً بكسبه .
من الهداية:
- لا يُكره أهل الكتابين ومن في حُكمهم كالمجوس والصابئة على الدخول في الإسلام إلا باختيارهم وتقبل منهم الجزية فَيُقُّروْن على دينهم .
- الإسلام كلّه رشد وما عداه ضلال وباطل .
- التخلي عن الرذائل مقدَّم على التحلي بالفضائل .
- معنى لا إله إلا الله ،وهي الإيمان بالله والكفر بالطاغوت .