شرح الكلمات:
{من طيبات ما كسبتم}: من جيّد أموالكم وأصلحها .
{ومما أخرجنا لكم من الأرض}: من الحبوب وأنواع الثمار .
{ولا تيمموا الخبيث}: لا تقصدوا الردىء تنفقون منه .
{إلا أن تُغْمِضُوا فيه}: إلا أن تغضوا أبصاركم عن النظر في رداءته فتأخذونه بتساهل منكم وتسامح .
{حميد}: محمود في الأرض والسماء في الأولى والأخرى لما أفاض ويفيض من النعم على خلقه .
المعنى:
بعدما رغب تعالى عباده المؤمنين في الإنفاق في سبيله في الآية السَّابقة ناداهم هنا بعنوان الإيمان وأمرهم بإخراج زكاة أموالهم من جيد منا يكسبون فقال تعالى:{يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ،ومما أخرجنا لكم من الأرض} يريد الحبوب والثمار كما أن ما يسكبونه يشمل النقدين والماشية من إبل وبقر وغنم ،ونهاهم عن التصدق بالردّيء من أموالهم فقال:{ولا تيمَّموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه إلا إن تغمضوا فيه} يريد لا ينبغي لكم أن تنفقوا الرديء وأنتم لو أعطيتموه في حق لكم ما كنتم لتقبلوه لولا أنكم تغمضوا وتتساهلون في قبوله ،وهذا منه تعالى تأديب لهم وتربية .وأعلمهم أخيراً أنه تعالى غنيٌّ عن خلقه ونفقاتهم فلم يأمرهم بالزكاة والصدقات لحاجة به ،وإنما أمرهم بذلك لإكمالهم وإسعادهم ،وأنه تعالى حميد محمود بماله من إنعام على سائر خلقه كان هذا المعنى ( 267 ) .
من الهداية:
- وجوب الزكاة في المال الصامت من ذهب وفضة وما يَقومُ مقامهما من العمل وفي الناطق من الإِبل والبقر والغنم إذ الكل داخل في قوله:{ما كَسبتم} وهذا بشرط الحول وبلوغ النصاب .
- وجوب الزكاة في الحرث: الحبوب والثمار وذلك فيما بلغ نصابا ،وكذا في المعادن إذ يشملها لفظ الخارج من الأرض .
- قبح الإِنفاق من الرديء وترك الجيد .