شرح الكلمات:
{الذين آمنوا}: هم المسلمون آمنوا بالله ووحدوه وآمنوا برسوله واتبعوه .
{الذين هادوا}: هم اليهود سُموا يهوداً لقولهم: إنا هدنا إليك أي تبنا ورجعنا .
{النصارى}: الصليبيون سموا نصارى إما لأنهم يتناصرون أو لنزول مريم بولدها عيسى قرية الناصرة ،والواحد نصران أو نصراني وهو الشائع على الألسنة .
{الصابئون}: أمة كانت بالموصل يقولون لا إله إلا الله .ويقرؤون الزبور .ليسوا يهودا ولا نصارى واحدهم صابئ ،ولذا كانت قريش تقول لمن قال لا إله الا الله صابئ أي مائل عن دين آبائه إلى دين جديد وحَدَ فيه الله تعالى .
مناسبة الآية ومعناها:
لما كانت الآية في سياق دعوة اليهود إلى الإسلام ناسب أن يعلموا أن النِّسَبَ لا قيمة لها وإنما العبرة بالإيمان الصحيح والعمل الصالح المزكي للروح البشرية والمطهر لها فلِذا المسلمون واليهود والنصارى والصابئون وغيرهم كالمجوس وسائر أهل الأديان من آمن منهم بالله واليوم الآخر حق الإيمان وعمل صالحاً مما شرع الله تعالى من عبادات فلا خوف عليهم بعد توبتهم ولا حزن ينتابهم عند موتهم من أجل ما تكروا من الدنيا ،إذ الآخرة خير وأبقى .
والإيمان الصحيح لا يتم لأحد إلا بالإيمان بالنبي الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم والعمل الصالح لا يكون إلا بما جاء به النبي الخاتم في كتابه وما أوحى إليه ،إذ بشريعته نسخ الله سائر الشرائع قبله وبالنسخ بطل مفعولها فهي لا تزكى النفس ولا تطهرها .والسعادة الأخروية متوقفة على زكاة النفس وطهارتها .
الهداية:
من الهداية:
- العبرة بالحقائق لا بالألفاظ فالمنافق إذا قال هو مؤمن أو مسلم ،ولم يؤمن بقلبه ولم يسلم بجوارحه لا تغنى النسبة عنه شيئاً ،واليهودي والنصراني والصابئ وكل ذي دين نسبته إلى دين قد نسخ وبطل العمل بما فيه فأصبح لا يزكى النفس ،هذه النسبة لا تنفعه ،وانما الذي ينفع الإيمان الصحيح والعمل الصالح .
- أهل الإيمان الصحيح والاستقامة على شرع الله الحق مبشرون بنفي الخوف عنهم والحزن وإذا انتفى الخوف حصل الأمن وإذا انتفى الحزن حصل السرور والفرح وتلك السعادة .