شرح الكلمات:
{والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها}: أي تركوا عبادة الأصنام وغيرها مما يعبد من دون الله .
{وأنابوا إلى الله}: لهم بالإِيمان به وعبادته وتوحيده فيها .
{لهم البشرى}: أي بالجنة عند الموت وفي القبر وعند القيام من القبور .
المعنى:
لما ذكر تعالى حال أهل النار من عبدة الأوثان وأن لهم من فوقهم ظللا من النار ومن تحتهم ظللا ذكر تعال حال الذين اجتنبوا تلك الطواغيت فلم يعبدوها ،وما أعد لهم من النعيم المقيم فجمع بذلك بين الترهيب والترغيب المطلوب لهداية البشر وإصلاحهم فقال عز وجل{والذين اجتنبوا الطاغوت} أي أن يعبدوها وهي الأوثان وكل ما زين الشيطان عبادته ودعا الناس إلى عبادته وأضافوا غلى اجتناب الطاغوت الإِنابة غلى الله تعالى بعبادته وتوحيده فيها هؤلاء لهم البشرى وهي في كتاب الله وعلى لسان رسول الله ويرونها عند نزول الموت وفي القبر وفي الحشر وكل هذا في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم قوله تعالى{فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه} يأمر تعالى رسوله أن يبشر صنفاً من عباده بما بشر به الذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا غلى الله وهم الذين يستمعون القول من قائله فيتبعون أحسن ما يسمعون ،ويتركون حسنه وسيئه معاً فهؤلاء لهم همم عالية ونفوس تواقة للخير والكمال شريفة فاستوجبوا بذلك البشرى على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم والثناء الجميل من ربّ العالمين إذ قال تعالى فيهم{أولئك الذي هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب} فحسبهم كمالاً أن أثنى تعالى عليهم .اللهم اجعلني منهم ومن سأل لي وله ذلك .
الهداية:
من الهداية:
- كرامة زيد بن عمرو بن نفيل وأبي ذر الغفاري وسلمان الفارسي إذ هذه الآية تعنيهم فقد رفضوا عبادة الطاغوت في الجاهلية قبل الإِسلام ثم أنابوا إلى ربهم فصدقت الآية عليهم .
- فضيلة أهل التمييز والوعي والإِدراك الذين يميزون بين ما يسمعون فيتبعون الأحسن ويتركون ما دونه من الحسن والسيء .
- إعلام من الله تعالى أن من وجبت له النار أزلاً لا تمكن هدايته مهما بذل الداعي في هدايته وإصلاحه ما بذل .
- بيان ما أعد الله تعالى لأهل الإِيمان والتقوى من نعيم الجنة وكرامة الله لأهلها