شرح الكلمات:
{بالبينات}: أي بالحجج والبراهين القاطعة على صدق دعوتهم .
{وأنزلنا معهم الكتاب}: أي وأنزل عليهم الكتب الحاوية للشرائع والأحكام .
{والميزان}: أي العدل الذي نزلت الكتب بالأمر به وتقريره .
{ليقوم الناس بالقسط}: أي لتقوم حياتهم فيما بينهم على أساس العدل .
{فيه بأس شديد}: أي في الحديد بأس شديد والمراد آلات القتال من سيف وغيره .
{ومنافع للناس}: أي ينتفع به الناس إذ ما من صنعة إلا والحديد آلتها .
{وليعلم الله من ينصره ورسله}: أي وأنزلنا الحديد وجعلنا فيه بأساً شديداً ليعلم الله من ينصره في دنيه وأوليائه وينصر رسله المبلغين عنه .
{بالغيب}: أي وهم لا يشاهدونه بأبصارهم في الدنيا .
{إن الله قوى عزيز}: أي لا حاجة إلى نصرة أحد وإنما طَلَبهَا يَتَعَبَّدُ بها عباده .
المعنى:
وقوله تعالى{لقد أرسلنا رسلنا بالبينات} أي بالحجج القواطع وأنزلنا معهم الكتاب الحاوي للشرائع والأحكام التي يكمل عليها الناس ويسعدون وأنزلنا الميزان وذلك ليقوم الناس بالعدل أي لتقوم حياتهم على أساس العدالة والحق .
وقوله تعالى{وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد} أي وكما أنزلنا الكتاب للدين والعدل للدنيا أنزلنا الحديد لهما معاً للدين والدنيا فيما فيه من البأس الشديد في الحروب فهو لإقامة الدين بالجهاد{ومنافع للناس} إذْ سائر الصناعات متوقفة عليه فهو للدنيا .
وقوله تعالى:{وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب} أي من الحكمة في إنزال الحديد أن يعلم الله من ينصره أي ينصر دينه ورسله بالجهاد معهم والوقوف إلى جانبهم وهم يبلغون دعوة ربهم بالغيب أي وهم لا يشاهدون الله تعالى بأعينهم وإن عرفوه بقلوبهم .
وقوله تعالى:{إن الله قوي عزيز} إعلام بأنه لا حاجة به إلى نصرة أحد من خلقه وذلك لقوته الذاتية وعزته التي لا ترام ،وإنما كلف عباده بنصرة دينه ورسله وأوليائه تشريفاً لهم وتكريماً وليرفعهم بذلك إلى مقام الشهداء .
الهداية
من الهداية:
- بيان إفضال الله وإنعامه على الناس بإرسال الرسل وإنزال الكتب والميزان وإنزال الحديد بما فيه من منافع للناس وبأس شديد .