{رَبَّنَآ إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ} ،من نوايا وأفكار وتطلعاتٍ وحاجاتٍ تختفي في زوايا قلوبنا ومشاعرنا أو تظهر في كلماتنا وأفعالنا ،فلا نحتاج إلى الكلام الكثير معك من أجل أن نظهر لك ما نريد أو نفسّر لك ما نخفي ،لأنك العالم بكل شيء .وإذا كنا ندعوك ونبتهل إليك ،ونزيد في الإلحاح بطلباتنا عليك ،فلأننا نعرف أنك تحبّ منا ذلك لما يمثله من معنى العبادة والخشوع والخضوع ،ولما يوحيه إلينا من حقيقة العبوديّة في فقرها إلى المعبود ،وحاجتها المطلقة إليه ،بمقدار غناه المطلق عنها .فليس عندنا ما نخفيه عنك لأنه ليس هناك في أيّة زاوية من زوايا الوجود ما يخفى عليك ،{وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِن شَيْءٍ فَي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَآءِ} ،فكيف تخفى عليه حاجاتنا الخفية والظاهرة ،تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً .