{شِهَابٌ}: شعلة من النار .
{إِلاَّ مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ} فنفذ من خلال بعض الثغرات التي يحاول أن يستمع منها إلى بعض ما يدور في أجواء السماء ،ولكنه لا يبلغ هدفه ،لأنه كلّما اقترب منها وحاول الوصول إلى ما يريد ،سلّط الله عليه شيئاً يمنعه من ذلك ،{فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُّبِينٌ} مثل الشعلة الملتهبة الخارجة من النار ،كما نلاحظ في الأجرام المضيئة ،كأنّ الواحد منها كوكب ينقضّ دفعة واحدة من جانبٍ إلى آخر ثم لا يلبث أن ينطفىء .
وقد يتساءل المرء عن المنطقة التي يمكن أن ينفذ إليها الشياطين لاستراق السمع ،وما هي هذه الأحداث التي تدور في هذا العالم الذي يسمى السماء ،هل هناك ملائكة يتحدثون بأسرار الكون وقضايا الناس فيحاول الشياطين التعرُّف عليها ،ليملكوا من خلالها السيطرة على العالم الأرضي ؟وما هي هذه الشهب ،هل هي مثل الأجرام التي نشاهدها في السماء ،أم أنها حواجز طبيعية تمنعهم من الوصول إلى غاياتهم ؟أو ماذا ؟إنها علامات استفهام مفتوحة على علامات استفهامٍ أخرى عند الدخول في التفاصيل ،ولكن الإجابة عنها غير موجودة بشكل كاف يشفي الغليل ويرفع الحيرة .لذا يحسن أن نترك أمرها إلى الله ،لأنها في دائرة الغيب الذي احتفظ به لنفسه ،ولم يعرّفنا تفاصيله ،ولم يكلفنا معرفته ،لعدم امتلاكنا وسائله .