ثم هل تشاهدون هؤلاء الذين كنتم تتخذونهم آلهةٌ من دون الله ،وتعتقدون أنهم يملكون المصير كله ،وتخافون منهم ،ولا تخافون من الله ،أو الذين تعبدونهم ليقربوكم إلى الله زلفى ،من موقع الشرك بالله ،هل يمكن أن يكون هؤلاء آلهةً وهم يحترقون في النار معكم من دون أن ينصروا أنفسهم أو ينصروا أحداً منكم ؟{لَوْ كَانَ هؤُلاءِ آلِهَةً مَّا وَرَدُوهَا} فذلك هو الدليل على أنهم مجرد مخلوقات ضعيفة لا تملك لنفسها نفعاً ولا ضرّاً إلا بالله ،فهم يدخلون النار كما يدخلها الذين يعبدونهم من دون الله ،لأنهم ادّعوا مقاماً لا يملكونه ،وأضلّوا الناس من حولهم ،فوقعوا في النار وأوقعوا غيرهم فيها ،{وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ} لا ينتهي عذابهم ،ولا تنتهي إقامتهم فيها ،بل هو الخلود الدائم الذي لا يقف عند حدود الزمان .