وهذا نبيٌّ آخر عاش مع جماعةٍ من الناس في منطقةٍ قريبةٍ من مدين فيها شجرٌ كثيرٌ ،وكانوا يمارسون الانحراف الأخلاقي في علاقاتهم الاقتصادية بالناس ،فيسيئون إليهم في مسألة التعامل المالي ،إذ يأكلون بعض حقوقهم بعد أن يأخذوا لأنفسهم القدر الوافي ،ثم يدفعون لهم الناقص .فكانت رسالة شعيب إليهم أن يتقوا الله في ذلك وفي غيره ،ليتوازنوا في السلوك العام مع أنفسهم ،ومع الناس ،وكانت النهاية معه ،كما هي النهاية مع غيره ،أن يكذبوه ،فأنزل الله بهم عذابه في الدنيا دون أن ينجيهم ذلك من عذاب الآخرة .
{كَذَّبَ أَصْحَبُ لَْيْكَةِ} الغيضة الملتف شجرها{الْمُرْسَلِينَ} بتكذيبهم بأساس التوحيد للرسالات ،