{وَمَآ أَضَلَّنَآ إِلاَّ الْمُجْرِمُونَ} الذين عاشت الجريمة في كيانهم فكراً وحياة وسلوكاً وضلالاً وإضلالاً ،فلم يكن لهم إيمان يمنعهم من السير في خطوات الكفر ،ولم تكن لهم تقوى تجنّبهم التحرك في ساحات المعصية ،ولم يكن لهم انفتاحٌ روحيٌّ على الله ليبعدهم ذلك عن أجواء الشيطان ..وهكذا كانوا يستفيدون من غفلة الناس عن الإيمان والتقوى والروحانية ،ليضلوهم عن سبيل الله ،وليذهبوا بهم بعيداً عن مواقع رضاه .
وجاء في الكافي عن الإمام محمد الباقر( ع ) قال: وقولهم:{وَمَآ أَضَلَّنَآ إِلاَّ الْمُجْرِمُونَ} إذ دعونا إلى سبيلهم ،ذلك قول الله عز وجل فيهم إذ جمعهم إلى النار:{قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لأولاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِّنَ النَّارِ} .وقوله:{كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُواْ فِيهَا جَمِيعًا} [ الأعراف: 38] برىء بعضهم من بعض ولعن بعضهم بعضاً يريد بعضهم أن يحج بعضاً رجاء الفلج فيفلتوا جميعاً من عظيم ما نزل بهم وليس بأوان بلوى ولا اختبار ولا قبول معذرةٍ ولا حين نجاة