{وَالَّذِينَ كَفَرُواْ بَِايَاتِ اللَّهِ وَلِقَآئِهِ} ولم يؤمنوا بها ولا بالرجوع إليه في يوم القيامة ،ولذلك تصرّفوا بعقلية الغريزة ،لا بروحية المسؤولية ،فعاثوا في الأرض فساداً ،وابتعدوا عن الخط المستقيم ،{أُوْلئِكَ يَئِسُواْ مِن رَّحْمَتِي} لأن رحمة الله لا تنال الجاحدين له ،المعاندين لرسله{وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} جزاءً على كفرهم وعنادهم .
والظاهر أن الخطاب في هذه الآية موجّهٌ إلى النبيّ ،وليس من كلام النبي ،وإلاّ لكان من المناسب أن يقول: من رحمة الله .
والمراد بآيات الله ،هي الدلائل الدالة على أصول العقيدة من التوحيد والنبوّة ،أمّا يأسهم من رحمة الله ،وهي الجنة أو المغفرة والرضوان ،فينطلق من جحودهم لها ،أو من طبيعة قضاء الله بأن رحمته لا تنال الكافرين .