{فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ} على هذه الدعوة الواعية التي تفتح القلب على الله من خلال التأمل العميق ،والنظرة الشاملة ،{إِلاَّ أَن قَالُواْ اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ} لأنهم لا يملكون الردّ المتوازن الذي يناقش القضايا المطروحة بدقةٍ وعمق ،وذلك من خلال فقدانهم للحجة على ما ينكرون وما يعتقدون ،ما يجعل موقفهم موقف الضعيف الذي لا يمكنه الدفاع بالأسلوب العقلي ،فيدافع عن موقفه بالطريقة الغوغائية العدوانية بالتهديد بالقوّة ،{فَأَنْجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ} التي أضرموها ثم ألقوه فيها فجعلها برداً وسلاماً عليه ،وكان ذلك معجزةً إلهيّة لإبراهيم{إِنَّ فِى ذلِكَ لاََيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُون} .