{سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلُ} فقد كان الله يمهل الكافرين والمنافقين والمرجفين مدةً من الزمن ليتوبوا وليرجعوا إليه ،وليتركوا ما هم فيه من الضلال والإضلال ،ثم يقضي عليهم بكل قوّة لينقذ المجتمع منهم ،بطريقة العذاب النازل من السماء ،أو البلاء الذي يحيط بهم من كل جانب ،أو التشريع الذي تنفذه السلطة الشرعية القادرة فيهم .
{وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً} لأن سنن الله في الكون والمجتمعات ،لا تخضع لأوضاع طارئة لتكون شريعة مرحلةٍ معينة من الزمن ،بل تخضع للمصلحة العامة المتحركة مع المسيرة المستمرة الممتدّة في الحياة في حركة المجتمعات في ما يصلحها ويفسدها ،فلن تتبدّل ولن تتغير ،لأن معنى ذلك ،أن الله يترك الفساد لكي يمتد ويتجذّر في الواقع ليقضي على الحياة كلها .