{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ} وليكن خطكم العملي على مستوى الحركة في الذات والواقع والعلاقات ،لأن ذلك هو معنى تجسّد الإيمان وتحوّله إلى حركةٍ حيّةٍ منضبطة في حياة الإنسان المؤمن ،فلا يكون مجرد كلمةٍ تقال ،أو شعارٍ يُرفع ،{وَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً} وهو القول الذي يحمل في مضمونه الصدق والحق والعدل ،وينطلق في آفاق الصواب الذي لا مجال فيه للباطل والخطأ والعبث .وهذا هو العنوان الذي ينبغي أن تَتَعَنْونَ به الشخصية الإسلامية ،لتكون مثال الشخص المتوازن في كلامه ،بالتوازن في نظرته إلى الأمور ،وبالعمق في دراسته لها ،وبالامتداد في خط المستقبل في وعيه لمسائل الحاضر ،وبالنظرة العادلة إلى القضايا المطروحة في الساحة ،لتكون الأحكام أحكام عدلٍ وحقٍّ .وإذا أردنا أن ندخل في التفاصيل الجزئية ،فيمكننا الإشارة إلى القول في الإصلاح بين الناس ،وفي إصلاح الخطأ في الرأي والموقف ،وفي الدعوة إلى محاربة الظلم وإقامة العدل ،والوقوف مع حركة الحرية في مواجهة الاستعباد ،ومع الوحدة على الحق ،في مواجهة التفرق في داخله ،أو الوحدة في الباطل