{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ آذَوْاْ مُوسَى} وهم بنو إسرائيل الذين أخرجهم من ظلمات العبودية إلى نور الحرية ،حتى إذا ملكوا حريتهم ،انقلبوا عليه ،وتعقّدوا منه ،وبدأوا يثيرون المشاكل في طريقه ،وينسبون إليه التهم الباطلة ،والأقاويل الكاذبة{فَبرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُواْ} وأظهر كذبهم عياناً{وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهاً} في علوّ درجته ورفعة مقامه ،وعلوّ شأنه ،لثباته في الدعوة إلى الله وإخلاصه في الجهاد في سبيله ،وذلك هو السبيل الوحيد الذي يملك فيه الناس الوجاهة عند الله ،من خلال الإيمان والعمل .
وهذه الآية خطاب للصحابة الذين كان بعضهم يثير الأقاويل الباطلة حول النبي( ص ) كما ذُكر في السيرة مما أثاروه في قصة زواج النبي( ص ) بزينب بنت جحش بعد طلاقها من مولاه زيد .
وقد ذكر المفسرون في تفسير إيذاء بني إسرائيل بعض الأحاديث المروية في هذا الشأن التي لا يثبت بها حجة ،ولا تتماسك أمام النقد ،فليرجع إليها من أحب ،ولنجمل المسألة في ما أجمله الله منها ،ليكون الحديث حديث المبدأ لا التفاصيل .