{رَبَّنَآ آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ} لأنهم ضلوا في أنفسهم وكانوا السبب في ضلالنا{وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً} لأن جريمتهم لا تنحصر في مواقعهم ،بل تمتد إلى مواقع غيرهم من المستضعفين المسحوقين .
وهكذا نرى القرآن يؤكد في أكثر من آية على أن من أسباب الانحراف الشعبي سيطرة المستكبرين من طغاة المال والسلاح والسياسة ،ما يوحي إلى الضعفاء أن لا يستسلموا للضعف الذاتي الذي يستغله أولئك في عملية التحكم والإِضلال ،بل أن يعملوا على استنفار نقاط القوّة الكامنة في شخصياتهم ،ليكونوا الأقوياء الذين يسقطون القوّة الغاشمة التي تقهر حريتهم وتصادر إنسانيتهم وتضعف مواقعهم .وتتنوع الأساليب القرآنية في عملية الإيحاء والإِثارة ،لتقديم الصورة المعبّرة بكل ملامحها المثيرة في يوم القيامة ،فتعرض كيف يرى المستضعفون الذين لم تقفل كل السبل والمخارج في وجوههم ،لكنهم آثروا الإدغان والاستسلام ،َأعمالهم حسراتٍ ،وكيف يتبرأ منهم المستكبرون .