( ربنا آتهم ضعفين من العذاب ) أي:بكفرهم وإغوائهم إيانا ، ( والعنهم لعنا كبيرا ) . قرأ بعض القراء بالباء الموحدة . وقرأ آخرون بالثاء المثلثة ، وهما قريبا المعنى ، كما في حديث عبد الله بن عمرو:أن أبا بكر قال:يا رسول الله ، علمني دعاء أدعو به في صلاتي . قال:"قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ، ولا يغفر الذنوب إلا أنت ، فاغفر لي مغفرة من عندك ، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم ". أخرجاه في الصحيحين ، يروى "كبيرا "و "كثيرا "، وكلاهما بمعنى صحيح .
واستحب بعضهم أن يجمع الداعي بين اللفظين في دعائه ، وفي ذلك نظر ، بل الأولى أن يقول هذا تارة ، وهذا تارة ، كما أن القارئ مخير بين القراءتين أيتهما قرأ فحسن ، وليس له الجمع بينهما ، والله أعلم .
وقال أبو القاسم الطبراني:حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، حدثنا ضرار بن صرد ، حدثنا علي بن هاشم ، عن [ محمد بن] عبيد الله بن أبي رافع ، عن أبيه ، في تسمية من شهد مع علي ، رضي الله عنه:الحجاج بن عمرو بن غزية ، وهو الذي كان يقول عند اللقاء:يا معشر الأنصار ، أتريدون أن تقولوا لربنا إذا لقيناه:( ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلاربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا ) ؟ .