{قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِّن أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ} فلست الإنسان الذي يبذل جهده الفكري والرسالي والعملي للناس في مقابل أجرٍ ماديٍ ،لأني لم أنطلق في رسالتي هذه من خلال ما ينطلق به الناس في مجتمعكم من الحصول على ملكٍ أو جاهٍ أو شهوةٍ أو مال ،بل انطلقت من خلال مسؤوليتي أمام الله في إبلاغ رسالته للناس ،امتثالاً لأمره ،وطلباً لرضاه ،ومحبةً للناس ،ورحمةً بهم ،وإخلاصاً للحق والخير والعدل ..فإذا كنتم تفكرون أن هناك أجراً أتطلَّبه وأفرضه عليكم فإنني مستعد أن أقدمه لكم ،ليبقى عندكم ولكم من دون أن تتكلفوا منه شيئاً لحسابي ،إذ{إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ} فهو الذي أبذل كل حياتي ،في خطوطها الذاتية والاجتماعية والرسالية العامة ،في سبيله ،لأحصل على ثوابه ورضوانه ولطفه ورحمته ،لأن ذلك هو غاية الأنبياء والصالحين ،{وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٍ} في حضوره القويّ الشامل الذي لا يغادر كبيرةً ولا صغيرةً إلا أحصاها ،ولا يغيب عن علمه شيءٌ في الأرض ولا في السماء ،فهو الذي أراقبه في ما أفكر وأعمل وفي ما أبلغكم به من رسالاته .