{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أنَزَلَ مِنَ السَّمَآءِ مَآءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا} فمن أين جاء اختلاف ألوان الثمرات ما دام العنصر المائيالذي هو أقوى العوامل في نموّها وتكوّنهاواحداً ؟وكيف حدث التنوّع من موقع الوحدة ؟وإذا كانت العوامل الأخرى المؤثرة فيها مختلفةً في العناصر الكامنة في ذاتها ،فيبقى السؤال عن السرّ الكامن وراء اختلاف تلك العناصر ،لكن الجواب الذي يلاحق السؤال في كل مواقعه لا يمكن أن يقتصر في ردّ السبب إلى الوحدة الكامنة في أعماق المادّة ،فرد الاختلاف في الألوان إلى جانب الاختلاف في الأشكال وغيرها يتمحور حول الله الذي أبدع ذلك كله بقدرته ،فهي التي تفسِّر الحقيقة في عمق أسبابها ،فالأسباب المباشرة تلامس السطح ،وتبقى تبحث عن العمق ،{وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ} فها نحن نجد الجبال في أشكالها وألوانها أو في طرائقها تتنوع بين ألوان بيض وحمر وسود شديدة السواد ،وهذا هو معنى الغرابيب ،