وهذا حديثٌ متحرّك حول ملامح هؤلاء المشركين وطريقتهم في مواجهة الرسالة ،وكيف كانوا يتحاورون فيما بينهم حول مسؤوليتهم عن الكفر والضلال عندما يواجهون عذاب النار ،وكيف هو مصير المؤمنين عند الله .
{بَلْ عَجِبْتَ} يا محمد من عنادهم وتمردهم على الحق من دون حجة ،أمام ما تقدمه لهم من بيّنات ودلائل على الرسالة ،ممّا لا يملك الإنسان الواعي العاقل رفضه أو التشكيك فيه ،ولكنهم ينطلقون معك بروحية أخرى ،فهم يرفضون الاستماع إليك بعقولهم ،{وَيَسْخُرُونَ} منك لأنهم يريدون إسقاط الرسالة وتهديم فعاليتها ،تحت تأثير أجواء الاستخفاف والاستهزاء ،لأن مثل هذه الأجواء تمنع الناس من الاهتمام الفكري بالطروحات المقدّمة إليهم ،لفقدان روحية الاحترام لها .