وهذا عبدٌ من عباد الله المخلصين ،الذين أنجاهم الله سبحانه بفضله ومنّه وكرمه ،من القوم الكافرين ،فقد لبث في قومه ألف سنةٍ إلا خمسين عاماً ،ولم يستطع أن يصل إلى أيّة نتيجةٍ إيجابيّةٍ في ما يتصل بإيمانهم ،وعاش في كربٍ شديدٍ من خلال ذلك ،فهو لا يريد التراجع في رسالته ولا يريد قضاء عمره في فراغ فاشلٍ ،وربّما كان يعيش في أجواء الاضطهاد النفسي والاجتماعي ،وهكذا كان ككل عبد مخلصٍ لربه ،يرفع الأمر إلى الله سبحانه ،لأنهوحدهالرب الرحيم الذي يستجيب لعباده .
{وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ} فنحن نلبي هذا النداء الذي انطلق على شكل استغاثةٍ رساليةٍ في تقريرٍ حافلٍ بكل التجربة الطويلة التي استنفدت كل الأساليب ،واستخدمت كل الوسائل في سبيل هداية الناس ،فلم يستجب له أحد ،