وهذا حديثٌ مع النبي( ص ) الذي لاقى الكثير من العنت والمشقة في مواجهته للتحديات وللصعوبات في حركة الرسالة ،وجولةٌ معه في آفاق التاريخ تستعرض تجربة الرسل الذين لاقى كل واحدٍ منهم لوناً معيّناً من المشاكل التي أحاطت به في نفسه ،وفي تجربته الخاصة ،وفي دعوته ،ما يُعطي للنبي نوعاً من السكينة النفسية تثبته إزاء ما يتعرض له من مشاكل وآلام .
{اصْبِر عَلَى مَا يَقُولُونَ} مما يجابهونك به بكلمات غير مسؤولةٍ ،أو يتهمونك به من اتِّهامات ظالمةٍ ،فإن الرسالة التي تجابه التيار الفكري للمجتمع أو التيار الاجتماعي للناس بما يشتمل عليه من تقاليد وعادات ومفاهيم ،ستقف في الموقع المضادّ للوضع العام ،وهذا ما سيعرِّضها لضربات التيّار الصعبة ،ولا شك أن الصبر على تلك الآلام يؤدي إلى الاستمرار والامتداد في حركة الرسالة ،{وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُدَ} الذي يمثل حلقة أساسية في سلسلة الأنبياء الذين عاشوا التجربة المتحركة الحيّة في ساحة الرسالة ،{ذَا الأيْدِ} أي القوّة التي تتمثل فيها صلابته وشدّته في الحرب وفي مواجهة الرجال{إِنَّهُ أَوَّابٌ} راجع إلى ربه ومنفتحٌ عليه إلى أقصى حد .