{قَالُواْ رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هَذَا} المصير الأسود المحرق المذلّ ،{فَزِدْهُ عَذَاباً ضِعْفاً} أي مضاعفاً{فِي النَّارِ} .
وتصمت كلمات الحسرة ويمتد الحديث بينهم ،في ما نقله الله من تكملة هذا الحوار في آيات أخرى ،عندما يرد عليهم المتبوعون بأنهم هم المسؤولون عن ضلال أنفسهم ،لأنهم كانوا يملكون الفكر الذي يميزون به بين الحق والباطل ،والإرادة التي يستطيعون أن يحركوها في اتجاه الموقف الحق .
وهنا يتساءل أهل النار ،كمجتمعٍ موحّدٍ في الدنيا في شعاراته وعناوينه وتحدياته ،عن المؤمنين الذين كانوا معهم هناك ،عندما كانت الكلمات القاسية الساخرة العدوانية تنطلق من أفواههم ،لترميهم بكل تهمة الشرّ والإضلال والانحراف ،لأنهم خالفوا عقائد الآباء والأجداد ،وتمرّدوا على أصنام مجتمعهم القبلي أو الطبقي الذي كان يعبدهم من دون الله .