{إِلاَّ إِبْلِيسَ} الذي لم يكن من الملائكة بل كان من الجن ،ولكنه كان قريباً من مجتمع الملائكة في المجال الروحي والعبادي ،فلم تكن هناك حواجز تمنعه من الارتفاع إلى آفاقهم والعيش معهم ،لكنه لم يكن خاضعاً للتجربة المضادة ،وربما كان يختزن في داخله ملامح شخصيةٍ شيطانيةٍ تبحث عن متنفسٍ للتحرك في دائرة مضادّة ،من قبيل اتصافه بالكبرياء والحسد والحقد المعقّد ،فكان أمر الله للملائكةومعهم إبليسبالسجود لآدم هو المتنفس لهذه العقدة الداخلية ،فأبى و{اسْتَكْبَرَ} حيث اخترق شعوره العدواني كل القيم الروحية في داخله{وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ} في تمرّده على الله ،وجحوده لطاعته .