{وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَآفِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ} محدقين به ،باعتبار ما يمثله من المكان الأعلى وما يرمز إليه من موقع السلطة التي تصدر منها الأمور من خلال إرادة الله على يد ملائكته في عالم الغيب الذي استقل الله بعلمه ،{يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ} وذلك هو الذي يعطي المشهد روعةً ورهبةً وجلالاً ...
وانتهى الموقف كله أمام الحقيقة الحاسمة ،ليذهب كل شخصٍ أو كل فريق إلى موقعه ومصيره ،{وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ} ولم يبق هناك إلا الله الذي ينتهي كل الحمد له من خلال أنهوحدهالذي أعطى لكل مخلوق صفات حمده ،فهو الواحد في عظمته وجلاله وفي كل صفات الحمد ،{وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين} في كلمة تجعل الوجود كله متطلعاً إليه في كلمة التوحيد المنفتحة على كل الحمد ،وعلى كل معاني الربوبية التي تتسع للعالمين جميعاً .وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .