ثم يأتي ختام الآيات ،ليؤكد الله بأن الذين كفروا به من أهل الكتاب سوف يؤمنون به قبل موته{وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَبِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ} ،وذلككما يقول المفسرونعندما يبعثه الله أو يظهره في آخر الزمان ،فيروه رأي العين فيواجهون الحقيقة في ظروف لا يمكنهم معها الإنكار ؛{وَيَوْمَ الْقِيَمَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً} وسوف يكون عليهم شهيداً في يوم القيامة ،كما يشهد كل نبيٍّ على أمته من الكافرين أو المؤمنين به .وقال البعض: إن الضمير في كلمة ( موته ) يرجع إلى بعض أهل الكتاب الذين كفروا به ،فإنهم سيواجهون قبل موتهم المسيح بالصورة التي تفرض عليهم الإيمان به ،ولكن هذا خلاف الظاهر ؛والله العالم .
وتلك هي الصورة المظلمة التي توضح لنا طبيعة الأخلاق الشريرة التي كانوا يتصفون بها في مواجهتهم للرسل والرسالات ،فلا يتورّعون عن أي شيء يقولونه أو يفعلونه ،ويعيشون الزهو بما ينسبونه إلى أنفسهم من الجرائم صدقاً أو كذباً ؛فكيف يمكن للأمة أن تواجههم في صراع الحاضر والمستقبل ؟