{تَنزيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} فهو ليس تأليف بشر ،كما يدّعي المشركون عندما ينسبون القرآن إلى رسول الله ،بل هو تنزيل الله الذي اتّصف بالعزّة في ما توحي به كلمة العزة من قوّةٍ تدحض وسائل التهويل والتنكيل والعناد والجحود التي يستعملونها لإضعاف موقف النبيّ والمسلمين معه ،ليتراجعوا عن الرسالة ويتخذوا موقع المغلوبين أمام الغالبين ..ففي كلمة العزة إيحاء بأن الله أنزل هذا الكتاب من موقع عزته التي لا تغلب ،كما أنزله من موقع علمه الذي أحاط بكل شيء من مصالح العباد ،وما يبني حياتهم على أساس الخير والقوّة والرشاد ،فكانت آيات الكتاب قاعدةً للحق الذي يريدهم أن يتبعوه وينهجوا نهجه ،ليأتمروا بأوامره وينتهوا عن نواهيه ،كي يصلوا إلى الشاطىء الأمين في الدنيا والآخرة .