{وَقَال الَّذِينَ كَفَرُواْ} وهم يواجهون هذا العذاب الشديد في النار ،ويسترجعون في ذاكرتهم أنّ هذا المصير الذي يواجهونه اليوم جاء نتيجة اتّباعهم لبعض الأشخاص ،وخضوعهم لهم ،ووقوعهم تحت تأثير ما يملكونه من قوة ،ويطلبون من الله أن يريهم هؤلاء الذين قد يكونون من الجن أو الإنس ليثأروا منهم ،ويواجهونهم بالأسلوب الذي يستحقونه:{رَبَّنَا أَرِنَا اللَّذَيْنِ أَضَلاّنَا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ} وأدّيا بنا إلى هذا المصير الأسود{نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا} فهذا هو الجزاء الطبيعي ،الذي يستحقانه ،{لِيَكُونَا مِنَ الأسْفَلِينَ} الأذلِّين جزاء حالة الاستعلاء والاستكبار التي كانا يمارسانها في الدنيا ،ضدّنا وضدّ كل المستضعفين الذين كان إحساسهم بالضعف أمام المستكبرين الكافرين يجرهم إلى التأثر بهم .