وتتوالى آيات الله التي تثير الخوف من غضبه ،وتدفع الناس إلى اتخاذ موقف مسؤول من الواقع الذي يحيط بهم ،ليقودهم ذلك إلى التأمل والتفكير في قضية الرسالة ومفاهيمها وتشريعاتها ومناهجها في الحياة ،وفي قيادة الرسول للحياة وللإنسان من خلالها ،وتمر علينا في هذه الآيات قصة موسى( عليه السلام ) مع قومه ،وقصة عاد مع نبيهم ،وقصة ثمود مع رسولهم ،وقصة قوم نوح عليه السلام ونهايتهم الساحقة ،ليعتبر بذلك الذين يقيمون على الكفر ،ليبتعدوا عن العناد وينفتحوا على الإيمان .
{وَفي مُوسَى} آيةٌ لمن أراد الاعتبار{إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَى فِرْعَوْنَ} الذي كان يحكم الناس بالطغيان والجبروت ،ويعلو عليهم بادعاء الربوبية ،ويتحكم في المستضعفين منهم بكل أساليب التعسف والبغي ،من قاعدة الاستكبار الذي يقوم على حماية مصالح المستكبرين على حساب حرية المستضعفين .
فجاء موسى ( عليه السلام ) ليقف في وجه ذلك كله ،من موقع الحجة والبرهان ،{بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ} في ما مكّنه من المعجزة التي أذهلت فرعون وهزّت توازنه ،وجعلته يطلق الكلام دون وعي ،ليثير في وجه موسى كلمات الاتهام غير المسؤول ،والسباب غير الموزون ،