{إِنَّ الَّذِينَ يُحَآدُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} في ما يخالفون ويعادون الخط الفكري والتشريعي في حركة الإيمان الرسالي ،ويعملون على مواجهته بالمواقف المضادّة ،لن يفلتوا من العقاب الدنيوي والأخروي كحق من حقوق الإيمان في مواجهة أعدائه ،وكجزاءٍ إلهي للمتمردين على إرادة الله ،{كُبِتُواْ كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ} فعاشوا الكبت في معناه العميق الضاغط على حياتهم المنحرفة ،بالقهر والذل ،لأنهم أساؤوا إلى الحياة في مسيرتها المستقيمة في خط التوحيد .
{وَقَدْ أَنزَلْنَآ آياتٍ بَيِّنَاتٍ} تقيم عليهم الحجة القوية في حقائق العقيدة والشريعة ،{وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ} لأن الكفر لم يكن نتيجة شبهةٍ معقدةٍ أو فكرٍ مضاد ،بل هو نتيجة عقدةٍ نفسيةٍ استكباريةٍ في رفض الإيمان في الدائرة الذاتية ،