{قَالُواْ بَلَى قَدْ جَآءَنَا نَذِيرٌ} تمثل برسل الله وبالدعاة إليه من بعدهم ،ولكننا رفضناهم وواجهناهم بطريقة اللامبالاة ،فامتنعنا عن الاستماع إليهم والتفكير بدعواتهم والدخول في الحوار معهم ،{فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ} من دون أية حجة على النفي ،وتابعنا الحملة عليهم بطريقة السباب وقلنا لهم:{إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ} فاتَّهمناهم بما نحن متصفون به ،لأننا كنا نعيش الضياع بسبب الجهل الذي تخبطنا فيه .
المعرضون عن دعوات الرسل في أصحاب السعير
ثم رجعوا إلى أنفسهم وهم في حالة إحباطٍ وسقوط وشعورٍ بالحسرة والندامة والخزي والعار ،ليواجهوا الحقيقة المرّة التي لم يدركوها إلا بعد فوات الأوان ،وهي أن المشكلة كل المشكلة لدى الكفار ،تتمحور حول عدم توجيه أسماعهم إلى دعوات الرسل ،ليعرفوا ما تحتويه من أفكار الهدى ،ولم يطلقوا عقولهم للتفكير بالقضايا المتصلة بالله والكون والحياة والإنسان ليهتدوا بهدى العقل ،بما تستقل به عقولهم في إدراك الأمور ،أو ليهتدوا بهدى الوحي الذي يسمعونه من الرسول ،وقد أدى هذا الوضع إلى وجودهم في هذا المكان الذي يمثل المصير الأسود ،