{وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ} الذين يعيشون روحية التقوى في حياتهم الفكرية والعملية ،ويحرصون على أن يكون كل ما يؤمنون به أو يلتزمون به مطابقاً لرضى الله في وحيه ولرضى رسول الله في شريعته ،فيقرأون الكتاب المنزل من الله ،فيجدون فيه التذكرة من كل غفلة والوعي من كل جمود ،فيستقيمون به على الخط المستقيم ،ويرتفعون به إلى الدرجات العليا في معرفة الله وفي الإخلاص لدينه وفي الجهاد في سبيله .
أمّا غير المتقين ،فقد أراد الله أن يفتح لهم باب التقوى من خلال كتابه ،ولكنهم رفضوا ذلك ،لأنهم لم ينطلقوا في حياتهم من مراقبة الله في أمره ونهيه ،ولم يحرّكوا فكرهم في ما يتمثل في كتاب الله من المعرفة الحقة التي تخطط للإنسان نهج الحق وطريق الصدق ،فانحرفوا عن الخط ،واتبعوا الضلالة العمياء .