{صَاغِرِينَ}: أذلاّء .
{فَغُلِبُواْ هُنَالِكَ وَانقَلَبُواْ صَاغِرِينَ} ،وتحطّم كل ذلك الجبروت وتحوّل إلى كيانٍ ذليلٍ صاغرٍ أمام الحقيقة القوية الصارخة ،ووقف السحرة في موقف التأمّل والتفكير .ولم يطل بهم الموقف كثيراً ،فما كان منهم إلا أن آمنوا بموسى عندما ألقى عصاه ،ووجدوا أن ذلك ليس في مستوى السحر بل هو شيء فوق ذلك كله ،مما لم يألفوه ولم يعرفوه في كلّ ما شاهدوه وعرفوه من أساليب السحر ،فعرفوا أن ذلك كله من الله سبحانه لا من موسى ،وهذا ما جعل دعوته في مستوى دعوات الأنبياء الذين يتميزون بقدراتٍ غير عاديّةٍ ،في ما يقومون به من معاجز ،وما يقدمونه من آيات ،فانفتحوا على الإيمان بكل قوّةٍ وابتهالٍ وخشوعٍ .